وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان وزير الاتصال التونسي سمير العبيدي اعلن في لقاء صحافي الثلاثاء ان "احصائياتنا تقول 21 من الوفيات".
واضاف "البعض تحدث عن 40 و50، نطلب منهم مدنا بالاسماء" مشيرا الى وقوع "خسائر مادية جسيمة ولم يقع تقديرها بعد".
وكانت اخر حصيلة رسمية تحدثت الثلاثاء عن وقوع 18 قتيلا.
وفي باريس قالت سهير بلحسن رئيسة الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الانسان, ان حصيلة قتلى مواجهات نهاية الاسبوع بلغت 35 قتيلا. واضافت "ان حصيلة 35 قتيلا مدعومة بلائحة اسمية" باسماء القتلى "بيد ان العدد الاجمالي للضحايا اكبر وهو يحوم حول 50 (قتيلا) غير ان هذا مجرد تقييم".
وكان الصادق المحمودي عضو الاتحاد المحلي التونسي للشغل (المركزية النقابية) اعلن قبل ذلك الثلاثاء ان "هناك حالة فوضى عارمة في القصرين بعد ليلة من اعمال العنف واطلاق قناصة النار ونهب وسرقة متاجر ومنازل من قبل الشرطة التي انسحبت اثر ذلك".
واضاف المسؤول النقابي ان "عدد القتلى فاق الخمسين قتيلا" بحسب حصيلة جمعت من مصادر طبية في مستشفى القصرين التي تبعد 290 كلم جنوبي العاصمة حيث يتم ايداع وتعداد الجثث من مناطق الولاية التي تحمل الاسم ذاته.
واكد شهود رواية المحمودي للوقائع، ما يؤشر الى ان الكلمة التي توجه بها الاثنين الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عبر التلفزيون لم تنجح في نزع فتيل اخطر احتجاجات اجتماعية تشهدها تونس منذ 1987.
واشار موظف يعمل في المدينة طلب عدم كشف هويته الى اطلاق نار من قناصة تمركزوا على اسطح البنايات والى اطلاق قوات الامن النار على مواكب جنائزية في القصرين.
وتوقف موظفو مستشفى القصرين عن العمل ساعة احتجاجا على العدد الكبير من الضحايا وخطورة اصاباتهم، بحسب المصدر ذاته الذي اشار الى "بطون ممزقة ورؤوس محطمة".
الا ان الحكومة التونسية اعلنت من جهتها في بيان "شهدت مدينة القصرين صباح الاثنين (..) اعمال شغب وحرق ومداهمات من قبل مجموعات استهدفت مركز الشرطة بحي النور وحي الزهور مسلحين بالعصي والزجاجات الحارقة وقضبان من الحديد".
ووصلت اعمال العنف لاول مرة منذ اندلاع الاضطرابات الاجتماعية ضواحي العاصمة.
ودارت مواجهات في حي التضامن على مسافة 15 كلم من وسط تونس بين متظاهرين وقوات الامن، حسب شهود.
وقال احد الشهود ان مجموعات من الشبان المتظاهرين هتفت "لسنا خائفين" واحرقت حافلة وخربت عددا من المتاجر ومصرفا.
كما روت امراة ان متظاهرين مكشوفي الوجوه قطعوا الطريق المؤدية الى بنزرت على مستوى هذا الحي الشعبي وان الشرطة استخدمت ضدهم الغازات المسيلة للدموع، وقد سمعت المراة اطلاق رصاص مطاط.
وهذه المواجهات التي اندلعت بعيد الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي واستمرت ساعتين هي الاخطر التي تشهدها ضواحي العاصمة حيث تم تفريق تظاهرات الثلاثاء.
وبدات حركة الاحتجاجات في 17 كانون الاول/ديسمبر اثر اقدام شاب يعمل بائعا متجولا في مدينة سيدي بوزيد (265 كلم جنوبي العاصمة) على الانتحار باحراق نفسه، احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية بضاعته.
واعربت احزاب معارضة ومنظمات غير حكومية تونسية الثلاثاء عن خيبة املها بعد خطاب الرئيس زين العابدين بن علي لاعتباره "بعيدا عن التطلعات" ووصل حزب راديكالي الى حد المطالبة باستقالة الحكومة بعد الاضطرابات الدامية غير المسبوقة./انتهى/
رمز الخبر 1230423
تعليقك